ومضات

7.00

“حياتي في هذه الأيام جدول ثمل
يتقدم نحو هاوية”

غير متوفر في المخزون

الوصف

صحيح أنّ القصيدة إبحار شهيّ صوب الجمال، وصحيح أنّها إذا تحوّلت إلى محاضرة أو درس في التاريخ أو نشرة أخبار فقدت مبرّر وجودها، إلاّ أنّ الألم يعرف كيف يزيد الجمال جمالاً، ولا سيّما حين يكون مستوطناً صدر شاعر مشرّد من الوطن والإنسان سائر وظلّه بمعيّة الغربة السوداء على أرصفة المنافي.

«ومضات» صلاح فائق ليست سوى دموع طالبة حقّ اللجوء العاطفي إلى اللغة، وخيبات عارفة ألا مكان لها أكثر دفئاً من حضن القصيدة. وواضح أنّ الشاعر يتبنّى في قصائده وجعاً يسكنه، لكنّه يجتازه ليكون وجع الآخرين الذين جعلتهم الحياة يلتقون على صليب النكبة.

يهدي فائق قصيدته الأولى «مقهى المجيديّة» إلى أنور الغسّاني. وتصلح هذه القصيدة لأن تقدّم المفاتيح الذهبيّة للقارئ ليستطيع أن يتفاعل مع مناخ الجملة الفائقيّة: «ألوان الثعابين، وهي تختال، أغرتك أن تعود/ إلى كوستاريكا لتسحب سفناً مع رجال أشدّاء/ ولم يغب من رأسك مكفّنون يهاجمون مظاهرة»… فالقضيّة، إذاً، قضيّة نضال قديمة، فيها مَنافٍ تمدّ ذاكرة المنفيّين بالخصوبة، وتزيدهم صلابة كتلك التي في زنود رجل يشدّ سفينة وتبقي في وجدانهم ضجيج التظاهرات ولابسي أكفان الحرّية وهم يهاجمون أهلها. وإذا كان الشاعر يجرّب حظّه في رثاء صديق فهو يرثي المكان وأهله في آن، يرثي رجلاً هو بعض من وطن، ويرثي مدينة انسحبت من جمالها قبل الأوان ففي مقابرها موتى حملوا حيرتهم في وجوههم إلى ما بعد الموت وهرّبوا في صدورهم شيئاً كثيراً من الحياة: «… افتتانه بكركوك وبابليّيها، بيوتها المنهكة/ مدينة زهور تذبل قبل الأوان/ وفي مقابرها يهيم موتى حائرون».

معلومات إضافية

المؤلف

الناشر

سنة النشر

عدد الصفحات

112

الرقم الدولي (ISBN13)

978-3-89930-662-0