سلة المشتريات
واحدً، ولا أحد، ومِائة ألف
€13.00
” المدينةُ بعيدة. يبلغُني منها، أحياناً، في هدأةِ الغروب، صوتُ الأجراس. ولكنَّني لم أعد أسمعُ تلك الأجراس في داخلي الآن، وإنَّما من خارجٍ فحسب،- أسمعها ترنُّ حُبَّاً بذاتها، وربَّما كانت ترتعشُ محبورةً داخلَ تجاويفها المُرِنَّة، في سماءٍ زرقاءَ آسِرَةٍ ملأى بشمسٍ ساخنة وسطَ الصَّيحاتِ الحادَّةِ للسُّنونوات أو في قلب الرِّيح الغماميَّة، ثقيلةً جدَّاً، عاليةً جدَّاً، في أبراجها الأثيريَّة. أحدٌ ما يفكِّرُ في الموتِ؟ أحدٌ ما يصلِّي؟ لعلَّ هنالك مَنْ ما يزال في حاجةٍ إلى هذا، ولعلَّها تصنعُ لأجل ذلك إرناناتِها. أنا لم أعد في حاجةٍ إلى هذا، لأنَّني في كلِّ هُنيهةٍ أموت، وأولَدُ من جديدٍ ومن دون ذكريات: حيَّاً ومكتملاً، لا داخلَ كينونتي بعد الآن، ولكنْ، في كلِّ شيءٍ خارجَها.”
غير متوفر في المخزون
الوصف
«النَّصُّ الأكثر مرارةً من أيِّ نصٍّ آخر، السَّاخرُ أعمقَ ما تكون السُّخرية من تحلُّلِ الحياةِ نفسِها»؛ هكذا يصف بيراندِلُّلو، في رسالةٍ من رسائل سيرته الذَّاتيَّة، عملَه الرِّوائيَّ الأخير (هذا) الذي سينظر إليه كثيرٌ من الدَّارسين والمفكِّرين لاحقاً على أنَّه تكثيفٌ لكلِّ الأفكار واختصارٌ لكلِّ العوالم التي أراد بيراندِلُّلو التَّعبيرَ عنها في الرِّوايةِ والقصَّةِ والمسرح.
ولا غروَ في ذلك إذا ما علمنا أنَّ بيراندِلُّلو عملَ خمسة عشر عاماً على إنجاز هذه الرِّواية، وقد قال هو نفسُه إنَّه أبداً لم يضعها جانباً بين عملٍ وآخر، بل واصل العملَ عليها والتَّعديلَ فيها، معتبراً إيَّاها بعد كلِّ شيءٍ أشبهَ بوصيَّته الفكريَّة والأدبيَّة. ومع ذلك، ليس من الإنصاف القولُ إنَّ هذه الرِّواية روايةٌ فكريَّةٌ فحسب، فهي وإن كانت تنطلق من فكرةٍ فلسفيَّةٍ ووجوديَّة إلَّا أنَّها لا تُغفِلُ الحدثَ الرِّوائيَّ وبناءَ الشَّخصيَّةِ الرِّوائيَّة، وهذا ما يجعلها في رأي كثيرين من طينةِ «المسخ» لكافكا، أو «يوليسيس» لجيمس جويس، أو حتَّى «البحث عن الزَّمن الضَّائع» لبروست.
معلومات إضافية
المؤلف | |
---|---|
المترجم | |
الناشر | |
سنة النشر | |
عدد الصفحات | 288 |
الرقم الدولي ISBN | 9788885771055 |