دفتر الأباطرة

6.00

“منصَّة المراسم التي فرشت درجاتها بالسجَّاد الأخضر وتوزَّعت عليها الكنبات والمقاعد الخالية، تحتلُّ شاشة التلفزيون منذ الصباح الباكر، الكاميرا الثانية التي ينتقل إليها المخرج أحياناً، ترصد أسفل المنصَّة، حيث دبَّت حركةٌ نشيطةٌ حوَّلت المكان إلى خليَّة نملٍ حقيقيَّة، عسكريُّون من ضبَّاطٍ صغارٍ وصفِّ ضبَّاطٍ وجنودٍ يروحون ويجيئون، لا نسمع صوتهم ولكننا نرى حركاتهم
المتشنِّجة، ومدنيُّون يبدو أنهم فنيُّون، بعضهم يجرُّ أسلاكاً وبعضهم يشدُّ براغي أو يدقُّ مسامير، والبعض ينادي أحداً ما خارج الكادر، صوت المذيع يصدح بالشعارات الوطنيَّة التي اعتاد عليها الجمهور منذ خمسين عاماً، المراسلون يلتقون بعضاً من المدعوِّين الذين ازدحموا على المنصَّات الملحقة منذ ساعاتٍ”

متوفر في المخزون

الوصف

امتدت فترة كتابة هذه القصص لسنوات طويلة امتدت من عام 1987 بقصة “الرائحة”، إلى عام 2013 بقصة “الله يطول بعمره”. وكتبت جميعها تحت وطأة استبداد ثقيل جعل تفكيرنا شبه مشلول وجعلنا جلادين ومراقبين مجانيين على أنفسنا، ومن “الطبيعي” أن يتم الاعتذار عن نشر معظمها كما حصل مع قصة “الرائحة” التي اعتذرت عن نشرها او تجاهلتها كل الصحف التي أُرسِلت اليها في ذلك الوقت، وكذلك حصل مع عدة قصص اخرى.
جميع القصص يجمعها همٌّ واحدٌ وأجواء متشابهة تجري أحداثها في الجو الامبراطوري بما لمفردة الامبراطور من دلالات لا يحتاج القارئ إلى جهد أو مساعدة من أحد في فك رموزها، وتتحدث عن همٍّ عام يشعر الجميع بوطأته بدون استثناء، البعض كان يجهر به في الأوقات التي كتبت فيها القصص والبعض كان يكتمه، ولكن رغم اضطرار الغالبية للصمت ودفع من فتح فمه ثمناً باهظاً لعدم الصمت إلا أنه كان بالنسبة للجميع هماً ثقيلاً لا يمكن للإنسان أن يألفه، أو على أقل تقدير أن يتمنى بينه وبين أن زواله.
هذه القصص كانت ضمن أشكال التعبير عن ذلك الوجع العام، بعضها قُدِرَ لها الخروج إلى الشاشة -في بعض فترات الإنفراج القليلة- لتصل إلى الجمهور ولو بصياغات مختلفة عن قصص الكتاب، وبعضها ظل حبيساً حتى سمحت له الظروف بالظهور على صفحات هذا الكتاب الذي بين أيديكم.

معلومات إضافية

المؤلف

الناشر

سنة النشر

عدد الصفحات

96

الرقم الدولي (ISBN13)

9789933540074

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “دفتر الأباطرة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *