حارس التبغ

7.00

“إنَّ طلبَ الموتِ هو شيءٌ حقيقيٌ ، لا يُمكن تجاهله ، إنه من داخل الإنسان لا من خارجه ، بإرادته وباقتناعه وبقبوله يمتصُّ الموتَ من فضائِه الكونيّ ، يدعوه ، يجتذبه ، وهو يأتي. وكان شعورُ التصوُّفِ الذي أخذ يُهيمن عليه تلك الأيام هي هذه الرغبة الغامضة للموتِ في داخله. لم يكُن يخشى الموتَ ، إنما أصبح يعُده مثل طيرانٍ في المجهول ، ربما الموت هو الذي يُمكنه أن يحرره من الجدار الذي يفصله عن ذاته ، الجدار الذي يقطع الإدراك الضيق لروحه.”

“علينا أن لا ننسى أنفسنا تمامًا ، حتى ونحنُ نستسلم للدور الذي نخترعه ، حتى ذلك الدور الذي يناقضنا ، ذلك لأننا نُريد أن نلعبه. في حين أني أرى الآخرين وهُم يلعبهم الدورُ بدلًا من أن يلعبوه. إنني أريدُ أن أجد لنفسي دورًا آخر وأن أكُف عن لعب نفسي. فكثيرًا ما نتوهم أننا نُدير اللُعبة غافلين عن أنها هي التي تُديرنا ، وكثيرًا ما نتوهم أننا نُنتج قيمًا مُضادة لتلك التي نشأنا أو أنشأنا أنفسنا على مُعارضتها .. ولكنَّا في الواقع نستسلم لها ..”

“في زمنِ الحرب ، تتصاعد الغرائزُ الحيوانيّة كُلها. يُصبح الجنسُ مُرادفًا عكسيًا للقتلِ ، لا أقول الحُب ، هذا الشيُء لا أحد يُفكر به. إنها الحرب ، هذا يعني الجنون المُطبق ، بسبب أفواج المُتطرفين ، والحمقى ، والمُصابين بالهيستيريا والهلوسة وجنون العظمة وأحلام اليقظة وأزمات الاكتئاب واليأس والبُكاء .. إنها رغبةٌ دمويةٌ وتعطُّشٌ للقذارة على القياسِ المنطقيِ ..”

غير متوفر في المخزون

الوصف

هذه هي الطبعة الجديدة من حارس التبغ، الرواية التي كتبت عنها كبريات الصحف العالمية وترجمت إلى لغات عديدة. وتتحدث عن مقتل الموسيقار العراقي كمال مدحت الذي اختطف في بغداد في العام 2006. الرواية مبنية على شخصيات ديوان الشاعر البرتغالي فيرناندو بيسوا ” دكان التبغ” حيث تلتبس حياة الشاعر بثلاث شخصيات مختلفة، أما بطل رواية حارس التبغ فتجبره الظروف السياسية في بغداد للتحول من شخصية إلى شخصية أخرى، فيكلف أحد الصحفيين للتحقيق في موته فيكتشف أنه الموسيقار اليهودي يوسف صالح الذي هاجر إلى إسرائيل في الخمسينات ولم يطق العيش هناك، فهرب إلى إيران وتزوج من سيدة عراقية، وعاش في طهران حتى العام 1958 ثم دخل بغداد بشخصية جديدة، وباسم حيدر سلمان التي عاش فيها حتى نهاية السبعينيات، ثم تم تهجيره مرة أخرى إلى طهران كونه من التبعية الإيرانية، وبقي في طهران ليشهد الصراع السياسي الدامي بين التيار الليبرالي والمتشدد ويسجل وقائع هذه الأحداث، وبمساعدة أحد الموسيقيين يتمكن من الهرب من طهران، وبعد مسيرة شاقة يصل إلى دمشق ليشهد وقائع الصراع السياسي بين الأخوان المسلمين والسلطة السياسية هناك، غير أنه يتمكن مرة أخرى من تزوير شخصية ثالثة باسم كمال مدحت ويدخل بغداد، ليصبح فيما بعد ألمع موسيقار في الشرق الأوسط.
تنطلق أحداث هذه الرواية من المنطقة الخضراء في بغداد، حيث يكلف أحد الصحفيين في التحقيق في مقتل الموسيقار، وأثناء عملية البحث يتم الكشف عن أسرار المافيات السياسية والعصابات، كما أنها تكشف عن العوالم السرية لحياة الصحفيين والمراسلين وأسمائهم المستعارة. تنتمي هذه الرواية إلى أدب ما بعد الكولنيالية في تكذيب سرديات الهوية، والسرديات الاستعمارية، وتستخدم تقنيات الرواية التسجيلية والأوتوفكشن وأدب الرحلات.

معلومات إضافية

المؤلف

الناشر

سنة النشر

عدد الصفحات

344

الرقم الدولي ISBN

978-88-99687-17-5