عمت صباحاً أيتها الحرب

14.00

“ما تزال كوابيس الخراب تطالُنا نحن الراقدات هنا، كلّما سمعْنا أصواتَ القصف، سَكَتْنا، وتوقّفْنا عن التّحرّك، وحتّى عن الهَمْس، لدينا خوفٌ يشبهُ خوفَ الأحياء، هم يخافون من الموت، ونحن نخاف من فقدان هناءة الموت،” .
“أنا مرتاحة هنا، حين لا يكون هناك قصفٌ، وحين نسمع القصفَ، نخافُ على أماكننا، نخافُ أنْ تنبشَ القذائفُ التربةَ، وتقلبَ قبورَنا صوبَ السطح، فتتعرّى أجسادَنا وأكفانَنا.”
“تسألينني: ما هذا الصوتُ؟ إنّها أصواتُ البنات، لديّ صداقات كثيرة، أسّستُها هنا. إنّهنّ يضحكنَ، لقد تابعتُ ما كنتُ أفعلُهُ هناك في الحارة، ما تُسمّينه أنت تِقْنِيَّة شهرزاد، أنا شهرزاد الحارة، والآن، شهرزاد البستان”

غير متوفر في المخزون

الوصف

لا شيء يمكنه أن يعوض عن خسارات الحروب، ولا منديلَ، مهما كان أبيض ونظيفاً ومقدساً، يمكنه أن يكفكف دمعنا على الذين قتلتهم الحرب. وأكثر ما سيؤلم في المستقبل حين نجلس ونستذكر سنوات الحرب، سيبدو أن كل شيء حدث بساعة واحدة من الزمن، على الأكثر، وانتهى. الرواية فقط ستنجو من هذه الممارسة اللا أخلاقية التي قد ترتكبها جميع الفنون الأخرى. لأنها الوحيدة القادرة على انتاج الشعور بزمن الحرب الطويل، الحرب بكل لحظاتها المظلمة، ورائحة جلدها الذي يتصبب رصاصاً وخوف. نعم الرواية فقط ستنجو وخاصة حين تأتينا من روائية متمرسة وصاحبة دربة طويلة.
في هذه الرواية تفعل مها حسن بالزمن الثابت والمتعارف عليه للحرب، ما فعله مودلياني بوجوه ورقاب شخصيات لوحاته. حين جعلها تستطيل فأصبحت أكثر تحريضاً لنا على التأمل واستيلاد الأفكار. هذه الحرب التي بدأها قاتل واحد أصبحت حرب الجميع الآن، حرب من لا حرب له. الكلُّ ضد الكلِّ.
هنا ترجع مها من بيتها الفرنسي إلى بيتها الحلبي الذي دمرته الحرب. تدعو الحرب إليه وتُقعدها في حضنها، وتبدأ تروي لها حكايات، مثلما فعلت شهرزاد مع شهريار. تحدثها عن أمها وخالاتها وأخيها، عن حارتها وبيتها، عما حدث مع شعبها، كيف أصبح فتى الحي الوسيم الخلوق أمير حرب، وكيف أصبح الدم ماء.

معلومات إضافية

المؤلف

الناشر

سنة النشر

عدد الصفحات

368

الرقم الدولي ISBN

978-88-99687-92-2