سلة المشتريات
المجموع: €45.00
€12.00
غير متوفر في المخزون
تنهل رواية التونسي علي مصباح «سان دني» من العالم السفلي للمدينة الباريسية، ومن قاعها الضاج والصاخب بالمومسات والسكارى والمدمنين على المخدرات. فـ»سان دني» اسم له بريق لامع في عالم المحظيات وبائعات الهوى، واللاهين في ذلك الزقاق الطويل الذي له تاريخ في الحياة الجنسية الفرنسية. ثمة أماكن هنالك تخصَّصت في عرض البضاعة الجنسية البشرية أمام المارة. من يعرف «سان دني» السبعينيات، سيلمس ذلك دون عناء، إنه سوق البغايا، ولكنه في السنوات التي تلت ذلك راح يضمحل، كون تلك الأماكن المخصّصة لغرض شراء المِتعة، كثرت وتعدَّدت وانتشرت في غير مكان من العاصمة الفرنسية.
تبدأ الرواية فصولها الأولى بداية كلاسيكية، تذكر برواية «الحي اللاتيني» لسهيل إدريس و«موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح، ناهيك عن «عصفور من الشرق» لتوفيق الحكيم، تلك الروايات التي تتحدث عن رجل شرقي، يلتهمه عالم الغرب في مشاهدات ويوميات ومحكيات، وحتى سرود إيروتيكية، كما حصل مع بطل رواية الطيب صالح وهو منبهر بعالم الغرب ومنغمس فيه بكامل قواه الجسدية والروحية.فالبداية لدى علي مصباح تبدأ بثلة من الأصدقاء التونسيين الذين أنهوا دراساتهم الأولى في تونس، وهاجروا إلى باريس باحثين عن الجمال والمتعة واللذة والتشرد والمغامرة، وكذلك الدراسة والعمل وفتح أفق جديد لحياتهم في تلك المدينة المغرية، لمن سمع بها، فكيف سيكون الأمر لمن سيعيش فيها؟ سافروا عبر البحر إلى فرنسا، رامين أحذيتهم في المياه البحرية دلالة على عدم الرجوع، أو دلالة على الهروب إلى عالم آخر، عالم النساء والخمرة والانغماس في الشهوات التي كانوا يتصورونها ستكون مرمية أمامهم، حال وصولهم مدينة الأحلام والشعر وحكايا النساء، وضروب الشهوة التي تلقي بها النسوة إلى الغريب والوافد إليهنّ، من البلدان المتوسطية، العربية والحارة والساخنة، كما هيِّئ للبعض منهم، وكما زيِّنت له، على أنه سيطأ الجنان وأرض الحوريات، وعلى أنه في لحظة وصوله، سيجد النعمى مبذولة أمامه، ومرمية على شكل شرائح ذهبية في الطرقات، من قبل المجتمع الفرنسي.كانوا أربعة أصدقاء على متن الباخرة التي أوصلتهم إلى شاطئ مرسيليا الفرنسي، عادل، وهو الراوي، ومحرز سيتجهان إلى مدينة ليون، ومن هناك إلى باريس، كون الراوي جدَّه كان فيها، وله ذكريات هناك، إبّان تجنيده من قبل الفرنسيين للخدمة العسكرية، وقد علقت مفردة ليون في ذاكرته من كثرة ترديد جده لاسم هذه المدينة وهو صغير، أما الصديقان رياض ويوسف فسيتجهان مباشرة إلى باريس عاصمة الأحلام والأضواء الرومانتيكية.
تحت سقف هذا الحلم القوي، يصلان ليلاً إليها، ليناما ليلتهما الأولى في حدائق «فوانتينبلو» ملتحفين البرد والخوف والمتاهة، في النهار الذي سيطلع عليهما سينسحبان من الحديقة، ميممين صوب شوارع العاصمة وساحاتها وأسواقها ومتاحفها الكبيرة، حيث يستأجران مكاناً للنوم، في الحي الجامعي «دار تونس»، ومن ثم سيطردان من الدار عندما يُكتشف أمرهما على أنهما أربعة أشخاص يبيتون في هذا المكان، وبعد رحلة من المتاعب عند بيوتات وغرف الأصدقاء الضيقة، وبعد مضي ثلاثة أسابيع على تشردهما، سيسافر رياض إلى «نانت» مُجرِّباً حظه هناك، ويوسف الذي ظفر بصديقة سيذهب إلى جنيف، لغرض العيش فيها كبديل عن باريس، ليبقى عادل ومحرز اللذان سينهكهما التعب اليومي، جرّاء المشي ومواصلة البحث عن عمل، وتأمين المبيت والحالة المعيشية التي تتطلب قليلاً من المال لتثبيت الخطى أولاً.
المؤلف | |
---|---|
الناشر | |
سنة النشر | |
عدد الصفحات | 368 |
الرقم الدولي (ISBN13) | 978-9933-351-19-9 |